اتحاد شباب كتاب السيناريو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لشباب كتاب السيناريو ومن هم على طرق الاحتراف لتبادل الخبرات وتنميه قدراتهم للوصول الى متطلبات الوسط الفني - كما يمثل سوقا للسيناريوهات ما بين طلبات شركات الانتاج وعروض كتاب السيناريو ( م 3975 / 2011 غير رسمية تحت التأسيس )
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موضوع اختباري عاااااااااااااااااااااااام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Black sea
مدير الموقع
مدير الموقع
Black sea


عدد المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 29/04/2011
العمر : 44

موضوع اختباري عاااااااااااااااااااااااام Empty
مُساهمةموضوع: موضوع اختباري عاااااااااااااااااااااااام   موضوع اختباري عاااااااااااااااااااااااام Icon_minitimeالسبت أبريل 30, 2011 6:42 pm

((ومات ..لما راح بكره))

في تمام الساعة الواحدة ليلا في أحد أيام الشتاء القارس كان ذلك الرجل العجوز ذو الملابس المهلهلة والذي ارتدي منها طبقات فوق طبقات كي يهرب بقدر ما يستطيع من قسوة هذا الطقس في قطار خط أبوقير بالإسكندرية بصوته الغاضب دائما وكأنه قد سئم الرواح والغدو ’ يجلس على أحد المقاعد بجوار فتاه صغيرة أخفت ملابسها المرقعة البالية ووجهها الذي يظهر وكأنها لم تستحم منذ شهور ..عمرها الحقيقي الذي لم يتعدي 6 أعوام..وقد أسلمت نفسها لسلطان النوم بعد أن أغلق رفيقها العجوز النافذة بجوارها ووضع عليها قطعه من أثمالة البالية كي تدفئها وقد فعلت بعد أن انتهز كرباج البرد الفرصة وأخذ يلسعه لسعات قوية ظل يرتعش على أثرها بشده.
كان القطار خاليا تماما إلا من القليل ممن اضطرتهم ظروف عملهم أن يبقوا خارج بيوتهم أسرى لهذا الصقيع الذي لا يحتمل ’ وبعد عدة محطات أخذ العجوز يحاول إيقاظ الفتاه في حنو شديد ..وهي تتقلب يمينا ويسارا وفي النهاية استيقظت وفتحت عيناها الزرقاوين ونظرت إليه في براءة وقالت له :
=وصلنا يا جدو؟
فابتسم الرجل إليها وقال :
=خلاص قربنا .
وأخذ يضمها إليه كي يزيدها دفئا وتزيده أملا في الحياة كما اعتادت منذ أكثر من سته أعوام حين وجدها على أحد أكوام القمامة رضيعة لا حول لها ولا قوة بعد أن ألقتها أياد مرتعشة وهربت بعيدا في ظلمه ليله بلا قمر .
قبل أن يصل القطار إلى محطتهم أخذت تنظر له وقالت :
=أنا جعانه يا جدو .
فرد العجوز والبرد يعتصر جسده :
=إنت عارفه حنتعشى إيه النهارده يا نسمه ؟
فقالت الفتاه في فرح
=إيه يا جدو ؟
فأجاب العجوز وكأنه يتحدث عن وليمة ضخمه:
=حناكل فول .. وفلافل ..وطماطم ..وكماااان.. برتقالة .
فتهللت أسارير الفتاه بشده وأخذت تصيح :
=هييه.. هييه .
وتوقف القطار ونزلوا في محطتهم وأخذوا يسيرون في الطريق الخالي من المارة وفجأة أمطرت بغزارة فأسرعوا إلى أحد مداخل المنازل المجاورة .. ليحتموا من المطر بعد أن غسل وجه الفتاه والذي ظهر كبدر في تمامه ’ والذي أخذ العجوز في مسحه حتى لا تصاب بالبرد ..وفجأة ظهر أحد سكان البيت وأخذ يصيح في وجه الرجل والفتاه وأمسك بمقشة ومن بعيد أخذ يدفعهم بها حتى خرجوا وأغلق مدخل البيت خلفهم ..فظل العجوز ينظر للحظات نحو باب البيت الذي أغلق في وجههم في حزن .. وسار في الطريق الممتلئ بالوحل تلتصق بجانبه الفتاه ..بينما قل انهمار المطر قليلا ’ وبعد عدة خطوات مرت سيارة فاخرة مسرعة بجانبهم سرعان ما توقفت تماما وعادت الى الخلف وأخذت تسير بجوارهم وفتح زجاجها الأسود .. لتطل امرأة يظهر عليها الغنى الفاحش أخذت تنظر نحو الفتاه بتركيز شديد ثم قالت
=اسمك إيه يا حبيبتي؟
فقالت الفتاه بينما هي تسير بجوار العجوز
=اسمي نسمه .
=الله .. إسمك حلو يا نسمه ..ده جدو ؟
ولكن العجوز أسرع بالفتاة ودخل إلى شارع جانبي سد صغير وتوقفت السيارة ’ وأخذت المرأة تراقبهم من بعيد حتى وصل إلى كشك صغير للغاية من الخشب والأكياس والكراتين في آخر هذا الشارع ’ ودخل فيها بصعوبة حيث كانت تتسع لشخص واحد بالكاد ولكنه أدخل الفتاه وزحف خلفها وأسدل ستارة من الأكياس وأخذ يعد للفتاه نومتها على قطعه من الخيش القديم الذي بلله الماء وعمل على تنظيف المكان بقدر ما يستطيع وترتيبه وأمسك بصرصار كبير و ألقاه إلى الخارج ’ وخلعت الفتاه قطعه قماش كانت تدفئ بها رأسها ليظهر شعرها الأصفر الذهبي الناعم ’ وأخرج مسحه من الفول وقطعه من الفلافل وثمرة طماطم وبرتقالة صغيرة وأخذ يطعمها في حنو شديد .. فقالت له الفتاه :
=إنت مش حتاكل يا جدو ؟
ولكنه أخبرها أنه ليس جائعا على الرغم من أن معدته تتقطع من الجوع ’ ولكن الطعام يكاد يكفي فرد واحد ’ ووضعها بعدها على السرير في حرص شديد وكأنها شئ قابل للكسر وأخذ يربت على كتفها لتنام
=نامي يا نسمه عشان بكرة إن شاء الله تكبري .
=وأنا حأكبر إمتى ؟
=بكرة الصبح حتلاقي نفسك كبرتي وبقيتي أد الدنيا ؟
وأغمضت عيناها الزرقاوين للحظات ثم ما لبثت أن فتحتها وابتسمت و خطفت منه قبلة على خده و أسلمت نفسها للنوم وهو بجوارها يربت على ظهرها تتحرك عيونه في كل اتجاه في ترقب حارسا إياها من أي شئ يمكن أن يؤذيها ’ وأخذ يحلم باليوم الذي تكبر فيه وتصبح شيئا كبيرا ’ فقد قرر أن يدخلها المدرسة كي تتعلم وتصبح انسانه عظيمة ’ خاصة أنه كان يعلم ومتأكدا أن العمر لن يطول به لذا فقد أراد أن يمنحها سلاحا في هذه الحياة القاسية تدافع به عن وجودها ’ فهي تستحق حياه أفضل .
لقد كان كل يوم يزداد تعلقه بها فقد أصبحت الأمل الذي مات فيه منذ أن ألقاه القدر في الشوارع والطرقات متشردا يبحث عن لقيمات في صندوق القمامة أو في فضلات المطاعم ومحال الأكل .
ففي نفس اليوم الذي وجدها فيه رضيعة ..في ليلة مثل تلك الليلة أخذها بين صدره ليدفئها وتدفئ روحه ’ في نفس هذا اليوم كان قد قرر أن يتخلص من حياته بعد أن أصبح مجرد كائن حي يهيم على وجه في الحياة بعد أن كان ذا شأن وأهميه وله أسره وبيت وأولاد ’ فجاءت هي .. نسمه .. كما اسماها لتدفئ هذا الصدر البارد ويعود إليه دفئ الحب ويعود معه الحلم ..والأمل في بكرة .
أخذ النوم يتسلل إلى جفونه ولكن سرعان ما فتحت عشته على مصراعيها ودخل تيار من الهواء الشديد حجب بعضه رجال ضخام الجسد من خلفهم ضوء سيارة قوى أظهرهم كأنهم أشباح ..وأخرج أحدهم الرجل وأخرج آخر الفتاه وهي مازالت نائمة ’ وتعلق الرجل العجوز بالفتاه بشده ولكن أحدهم أمسك به و أعجزة عن الحركة وخرجت تلك المرأة التي قابلتهم منذ ما يقرب الساعة ..من سيارتها واقتربت من العجوز الذي أخذ يتبين ملامحها بينما يراقب الفتاه والرجل يحملها ويتجه بها نحو السيارة وقالت له :
=أنا ما بخلفش ..حأخدها أربيها .
’ وأعطته مبلغ كبير من المال يقدر ب10 آلاف جنية ..وأمسك بهم بعد أن تركه الرجل ولكنه أسرع نحو السيارة وأسرعوا خلفه وامسكوا به وهو يقاوم ويصرخ بشده ويبكي بحرقة وأخذ يخبط على زجاج السيارة بينما كانت نسمه على المقعد الخلفي تنام في براءة.
تحركت السيارة وبداخلها المرأة والرجال وأخذت تبتعد بينما وقف العجوز يبكي بعد أن خرس لسانه ممسكا بالمال في يده ينظر نحوه في استغراب و دهشه وكأنه لا يعرف ما هذا الشيء ..مجرد بضعة وريقات أخذ ينقل بصره بينها وبين السيارة وهي تبتعد ’ ومد يده المرتعشة الممسكة بالمال نحوها بينما أخذ الماء ينهمر بغزارة من السماء..ومن عينيه ’ وبعد لحظات وقع المال على الأرض وسكن بجواره جسده العجوز ..بينما أخذت الكلاب الضالة وهوام الأرض تأكل في أوراق المال ’ ويده مازالت تتجه نحو ذلك الاتجاه ..حيث ذهبت نسمه .. حيث ذهبت روحه .. وسكن قلبه ..
ومات .. لما راح بكره .

هانى عادل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://screenwriters.yoo7.com
 
موضوع اختباري عاااااااااااااااااااااااام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اتحاد شباب كتاب السيناريو  :: القسم العام :: التعريف باتحاد شباب كتاب السيناريو-
انتقل الى: